تعتمد بلدية تل أبيب- يافا الإسرائيلية طرقا التفافية خبيثة كما يراها أهالي المدينة، من اجل السيطرة على ما تبقى من معالم المدينة العربية، وتتمثل هذه الطرق بالمشاريع العمرانية والتطويرية كما تزعم، إلا أنها تحمل في طياتها نوايا مبيتة، لاحتلال البلدة القديمة وضمها إلى ما تمسيه "تراث الشعب اليهودي" كما هو الحال في بلدات عربية أثرية اخرى.
وتلعب بلدية تل أبيب –يافا على وتر إنعاش الحركة السياحية في البلدة القديمة وتقوية الاقتصاد فيها، من خلال إقامة فنادق ومنشآت سياحية تستقطب السياح على حساب الوقف العربي والإسلامي.
وتعكف بلدية تل أبيب على إقامة مشروع تطويري للبلدة القديمة يستهدف مسجد يافا الكبير ومبانٍ أثرية تابعة للوقف الإسلامي في المدينة مثل مبنى المحكمة الشرعية، حيث تنوي البلدية تحويلها إلى فندق يحوي شققا سكنية للسياح بمحاذاة المسجد الكبير.
وكانت بلدية تل أبيب طلبت من القائمين على المسجد تخفيض صوت الأذان بذريعة أنه يشكل مصدر ازعاج بالنسبة للسياح المتواجدين بالمكان حسب زعمها ، كما طلبت عدم رفع مكبرات الصوت أثناء خطب الجمعة ، الأمر الذي يؤكد سعي البلدية بشكل مباشر لطمس الوجود العربي والإسلامي عن البلدة القديمة تدريجيا.
مقبرة "القشلي"
ومن ضمن المخططات التي تستهدف الوجود العربي في يافا، مخطط مقبرة "القشلي" التي تحوي قبورا لعلماء مسلمين أجلاء، حيث تعكف البلدية على إخفاء المقبرة بغية إقامة فندق سياحي على أنقاضها، إلا أن أهالي يافا ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث يخوضون صراعا كبيرا مع البلدية والجهات المعنية من اجل تفويت الفرصة على مثل هذه المشاريع "الترنسفيرية" كما يصفها البعض.
وفي حديث لـ"نافذة الخير" مع الاستاذ احمد مشهراوي عضو المجلس البلدي لتل أبيب – يافا قال:"هذه المشاريع ليست بالجديدة، فقد اعتاد عليها أهالي يافا، حيث تزداد حدتها من حين لآخر، تحت مسميات تطوير السياحة في المدينة ، وفي حقيقة الأمر تستهدف هذه المشاريع تاريخ المدينة العريق ومعالمها الأثرية ، كما تسعى الجهات المعنية من ورائها إلى تغيير وجه المدينة العربي والإسلامي".
إسكات الأذان
![]() |
الحفريات لأزالة المعالم العربية والتاريخية |
وتابع مشهراوي:"ما تشهده المدينة الآن من أعمال تطوير تحت مظلة السياحة لا تصب في مصلحة المواطنين العرب، واكبر دليل على ذلك تحويل مبنى المحكمة الشرعية المحاذي للمسجد الكبير إلى فندق سياحي، كما أننا نشتم من خلال هذا المشروع بالذات، رائحة نتنة، خاصة بعد ألأوامر الإسرائيلية المطالبة بخفض صوت الأذان في المسجد الكبير تمهيدا لتوفير أجواء هادئة ومناسبة للسياح ونزلاء الفندق العتيد".
وأكد مشهراوي أن أهالي يافا والقيادة اليافية العربية مستيقظون لهذه المخططات ويقفون لها بالمرصاد بكافة الطرق القانونية المتاحة ، مشيرا إلى إنهم نجحوا في كبح جماح بعض منها.
ولم تسلم المعالم والأوقاف المسيحية من مخططات الطمس الإسرائيلية، حيث تعرضت كنيسة "مار جورجيوس" الأرثوذكسية إلى عملية بيع لصالح السياح والمستوطنين اليهود ، لتخرج أصوات تطالب بإيقاف أجراس الكنيسة عند الصلاة، الأمر الذي أثار غضب أهالي يافا بشكل عام وأبناء الطائفة الأرثوذكسية بشكل خاص، وخرجوا إلى تظاهرة حاشدة مطالبين بترحيل الدخلاء وإعادة الوقف المسيحي لأصحابه.
وضمن طرق الاستيلاء على الوقف العربي في يافا، عمدت شركة "تطوير يافا" – وهي شركة تدعمها بلدية تل أبيب ووزارة السياحة الإسرائيلية - إلى احتلال المحلات التجارية في البلدة القديمة ، وقامت بتأجيرها لمواطنين عرب ، من اجل افتتاح محلاتهم ذات الطراز العربي شريطة دفع مبالغ طائلة لها مقابل ذلك.
مخطط طمس "حسن بك"
وكانت لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية تل أبيب صادقت في جلستها التي عقدت يوم 14 مارس 2011 على مخطط لبناء أبنية شاهقة متاخمة لمسجد حسن بك.
ويرمي هذا المخطط إلى تطوير الشريط الواقع على الشاطئ وإتمام المنتزه الذي يربط بين مركز تل أبيب ومدينة يافا عن طريق حديقة "شارلس كلور" بواسطة إخلاء منطقة "الدلفوناريم" وتحويلها إلى امتداد لمنطقة المنتزه.
وستتحول الأرض التي يقع عليها "الدلفوناريم" والتي تبلغ مساحتها حوالي 18 دونما إلى مساحات مفتوحة، حيث يقترح من خلال هذا المخطط تمكين المستثمر مقابل إخلاء هذه المنطقة من بناء مشروع يضم مساكن وفنادق ومحال تجارية في المنطقة الواقعة شرقي شارع هربرت صموئيل بمحاذاة مسجد حسن بك ، وبذلك يتم دثر المسجد بهذه البنايات الشاهقة.
ومع تجاذب المخططات التهويدية التي تتعرض لها مدينة يافا ، تبرز إرادة اليافيين في التصدي لها، مؤكدين ان هذه المشاريع لا تزيدهم الا تمسكا بتاريخهم وحضارتهم التي صمدت ولا تزال في وجه هذه المخططات.
شاهد مزيدا من الصور للأماكن المستهدفه بتغيير معالمها:
0 التعليقات:
إرسال تعليق