
الحاجة عائشة بيادسة والدة الأسير الأمني إبراهيم عبد الرازق بيادسة من مدينة باقة الغربية في فلسطين48، بلغت تسعة عقود أمضت نصفها في انتظار ابنها الغائب دون يأس أو ملل.
عيد وسرور

لم تُرِدْ "نافذة الخير" للحاجة عائشة أن تتوقف ولو للحظات عن مشاركتها في فعاليات يوم الأسير ، إلا أن شوقها لمعرفة المزيد عنها وعن حكاية ابنها الأسير كان السبب الأبرز وراء اللقاء بالحاجة بيادسة.
تقول الحاجة ام إبراهيم:" لا يمكنني وصف شعوري في هذا اليوم الذي تقر عيناي فيه بعد ما رأيت كل هذه الجموع التي ما زالت تحمل هم الأسرى في الداخل الفلسطيني على كاهلها وتجعل منه قضية عالمية تتذكرها وتتناقلها الأجيال".
وتتابع والدة الأسير:" لا مكان للحزن والأسى في داخلي الآن ، لاني اعرف أن إبراهيم ليس وحيدا في زنزانته ، ولاني أعي جيدا انه طاف العالم أجمع بقضيته وقضية إخوانه العادلة.
اشتقت إلى ولدي
وحول زيارته تقول الحاجة عائشة:" قمت بزيارته يوم الخميس الماضي ، وكان كما عهدته بصحة جيدة ومعنويات عالية جدا ، لا ترى على وجهه ملامح الاستكانة او الانكسار ، إنما كان مرفوع القامة عاليَ الجبين لأنه صاحب حق و قضية وطنية يعتز بها الجميع".
وتضيف بعد أن اغرورقت عيناها بالدموع :"ما صَعُبَ علي هو عدم ملامستي لابني الغالي، حيث أنه لا يمكنني مصافحته أو تقبيله أبدا، فسلطات السجون أحكمت الخناق عليهم أكثر فمنعتهم من لقاء ذويهم إلا من خلف شباك زجاجي عازل والحديث معهم إلا عبر سماعة خارجية توضع بين طرفي الزجاج".
وتحلم الحاجة ام إبراهيم كل صباح بملاقاة ابنها ، كما أن الأمل يحدوها في لقاء ابنها الغائب قريبا دون أن تحول بينهما سماعة الهاتف او النافذة الزجاجية.
الأسير ابراهيم
وكان الأسير الأمني إبراهيم بيادسة اعتقل في مارس/آذار من عام 1986 على خلفية خطف وقتل جندي إسرائيلي وتسليمه إلى سوريا من اجل مبادلته بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، وكان إبراهيم يومها العقل المدبر للعملية وأخذ على عاتقه إتمامها.
وتعتبر والدة الأسير إبراهيم بيادسة المعتقل حاليا في سجن شطة شمالي فلسطين 48، اُما لجميع الأسرى، حيث أصبحت معروفة لديهم ، كما أنهم يرقبون زيارتها الأسبوعية.
وتقول الحاجة عائشة إن ابنها الأسير يتوق إلى نكهة طعامها ، حيث ما زال يطلب منها في كل زيارة له أن تحضر معها مجموعة من المأكولات التي يشتهر بها الشعب الفلسطيني ، مثل "الخبيزة، السبانخ " ومأكولات اخرى كان عهدها إبراهيم من يد امه لتذكره بطعم الحرية ، لكن سرعان ما قتل السجان الإسرائيلي فرحة إبراهيم يوم أن منع إدخال أي نوع من هذه المأكولات البيتية.
وتناشد والدة الأسير المؤبد فصائل المقاومة عدم نسيان ابنها من صفقات تبادل الأسرى مع إسرائيل ، كما تناشدهم بمواصلة الضغط على المؤسسة الإسرائيلية من اجل الإفراج عن ابنها ومن معه.
ووجهت الحاجة عائشة نداءها إلى الجمعيات الحقوقية والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى لتكثيف جهودهم وفعالياتهم في فلسطين والعالم لحشد اكبر عدد ممكن من الداعمين لقضية الأسرى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق