السبت، 30 أبريل 2011

يافا.. مخططات إسرائيلية لتغيير وجه المدينة العربي

تعتمد بلدية تل أبيب- يافا الإسرائيلية طرقا التفافية خبيثة كما يراها أهالي المدينة، من اجل السيطرة على ما تبقى من معالم المدينة العربية، وتتمثل هذه الطرق بالمشاريع العمرانية والتطويرية كما تزعم، إلا أنها تحمل في طياتها نوايا مبيتة، لاحتلال البلدة القديمة وضمها إلى ما تمسيه "تراث الشعب اليهودي" كما هو الحال في بلدات عربية أثرية اخرى.

وتلعب بلدية تل أبيب –يافا على وتر إنعاش الحركة السياحية في البلدة القديمة وتقوية الاقتصاد فيها، من خلال إقامة فنادق ومنشآت سياحية تستقطب السياح على حساب الوقف العربي والإسلامي.

سلب الوقف الإسلامي
وتعكف بلدية تل أبيب على إقامة مشروع تطويري للبلدة القديمة يستهدف مسجد يافا الكبير ومبانٍ أثرية تابعة للوقف الإسلامي في المدينة مثل مبنى المحكمة الشرعية، حيث تنوي البلدية تحويلها إلى فندق يحوي شققا سكنية للسياح بمحاذاة المسجد الكبير.

وكانت بلدية تل أبيب طلبت من القائمين على المسجد تخفيض صوت الأذان بذريعة أنه يشكل مصدر ازعاج بالنسبة للسياح المتواجدين بالمكان حسب زعمها ، كما طلبت عدم رفع مكبرات الصوت أثناء خطب الجمعة ، الأمر الذي يؤكد سعي البلدية بشكل مباشر لطمس الوجود العربي والإسلامي عن البلدة القديمة تدريجيا.

مقبرة "القشلي"
ومن ضمن المخططات التي تستهدف الوجود العربي في يافا، مخطط مقبرة "القشلي" التي تحوي قبورا لعلماء مسلمين أجلاء، حيث تعكف البلدية على إخفاء المقبرة بغية إقامة فندق سياحي على أنقاضها، إلا أن أهالي يافا ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث يخوضون صراعا كبيرا مع البلدية والجهات المعنية من اجل تفويت الفرصة على مثل هذه المشاريع "الترنسفيرية" كما يصفها البعض.

وفي حديث لـ"نافذة الخير" مع الاستاذ احمد مشهراوي عضو المجلس البلدي لتل أبيب – يافا قال:"هذه المشاريع ليست بالجديدة، فقد اعتاد عليها أهالي يافا، حيث تزداد حدتها من حين لآخر، تحت مسميات تطوير السياحة في المدينة ، وفي حقيقة الأمر تستهدف هذه المشاريع تاريخ المدينة العريق ومعالمها الأثرية ، كما تسعى الجهات المعنية من ورائها إلى تغيير وجه المدينة العربي والإسلامي".

إسكات الأذان
الحفريات لأزالة المعالم العربية والتاريخية

وتابع مشهراوي:"ما تشهده المدينة الآن من أعمال تطوير تحت مظلة السياحة لا تصب في مصلحة المواطنين العرب، واكبر دليل على ذلك تحويل مبنى المحكمة الشرعية المحاذي للمسجد الكبير إلى فندق سياحي، كما أننا نشتم من خلال هذا المشروع بالذات، رائحة نتنة، خاصة بعد ألأوامر الإسرائيلية المطالبة بخفض صوت الأذان في المسجد الكبير تمهيدا لتوفير أجواء هادئة ومناسبة للسياح ونزلاء الفندق العتيد".

وأكد مشهراوي أن أهالي يافا والقيادة اليافية العربية مستيقظون لهذه المخططات ويقفون لها بالمرصاد بكافة الطرق القانونية المتاحة ، مشيرا إلى إنهم نجحوا في كبح جماح بعض منها.

ولم تسلم المعالم والأوقاف المسيحية من مخططات الطمس الإسرائيلية، حيث تعرضت كنيسة "مار جورجيوس" الأرثوذكسية إلى عملية بيع لصالح السياح والمستوطنين اليهود ، لتخرج أصوات تطالب بإيقاف أجراس الكنيسة عند الصلاة، الأمر الذي أثار غضب أهالي يافا بشكل عام وأبناء الطائفة الأرثوذكسية بشكل خاص، وخرجوا إلى تظاهرة حاشدة مطالبين بترحيل الدخلاء وإعادة الوقف المسيحي لأصحابه.

وضمن طرق الاستيلاء على الوقف العربي في يافا، عمدت شركة "تطوير يافا" – وهي شركة تدعمها بلدية تل أبيب ووزارة السياحة الإسرائيلية - إلى احتلال المحلات التجارية في البلدة القديمة ، وقامت بتأجيرها لمواطنين عرب ، من اجل افتتاح محلاتهم ذات الطراز العربي شريطة دفع مبالغ طائلة لها مقابل ذلك.

مخطط طمس "حسن بك"
وكانت لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية تل أبيب صادقت في جلستها التي عقدت يوم 14 مارس 2011 على مخطط لبناء أبنية شاهقة متاخمة لمسجد حسن بك. 

ويرمي هذا المخطط إلى تطوير الشريط الواقع على الشاطئ وإتمام المنتزه الذي يربط بين مركز تل أبيب ومدينة يافا عن طريق حديقة "شارلس كلور" بواسطة إخلاء منطقة "الدلفوناريم" وتحويلها إلى امتداد لمنطقة المنتزه.

وستتحول الأرض التي يقع عليها "الدلفوناريم" والتي تبلغ مساحتها حوالي 18 دونما إلى مساحات مفتوحة، حيث يقترح من خلال هذا المخطط تمكين المستثمر مقابل إخلاء هذه المنطقة من بناء مشروع يضم مساكن وفنادق ومحال تجارية في المنطقة الواقعة شرقي شارع هربرت صموئيل بمحاذاة مسجد حسن بك ، وبذلك يتم دثر المسجد بهذه البنايات الشاهقة.

ومع تجاذب المخططات التهويدية التي تتعرض لها مدينة يافا ، تبرز إرادة اليافيين في التصدي لها، مؤكدين ان هذه المشاريع لا تزيدهم الا تمسكا بتاريخهم وحضارتهم التي صمدت ولا تزال في وجه هذه المخططات.

شاهد مزيدا من الصور للأماكن المستهدفه بتغيير معالمها:








الاثنين، 18 أبريل 2011

الحاجة عائشة.. تحلم بضم ابنها وتقبيله


لم تكن علامات الحزن والأسى بادية على ملامحها في الذكرى الـ25 ليوم ابنها الأسير الذي مضى على غيابه قرابة هذه المدة ، ولم تكن تبدو عليها علامات الام الثاكل او تلك التي ما زالت تنتظر اللحظة التي تحلم بها لتضم فيها ابنها إلى صدرها وان تلامس يديه التي حرمت منها إلا من خلف شباك زجاجي سميك.
الحاجة عائشة بيادسة والدة الأسير الأمني إبراهيم عبد الرازق بيادسة من مدينة باقة الغربية في فلسطين48، بلغت تسعة عقود أمضت نصفها في انتظار ابنها الغائب دون يأس أو ملل.
عيد وسرور


وكان يوم الأسير الفلسطيني الذي يحيي فلسطينيو 48 ذكراه الـ25 هذه الأيام، بمثابة عيد لها ، حيث لم تخفي ابتسامتها وفرحتها فيه، بعد أن رأت العالم من حولها يقف إلى جانبها ويشاطرها معاناتها وكفاحها في سبيل تحرير ابنها وغيره من الأسرى الذين يقبعون في زنازين "الظلم والجبروت" كما تصفها.
لم تُرِدْ "نافذة الخير" للحاجة عائشة أن تتوقف ولو للحظات عن مشاركتها في فعاليات يوم الأسير ، إلا أن شوقها لمعرفة المزيد عنها وعن حكاية ابنها الأسير كان السبب الأبرز وراء اللقاء بالحاجة بيادسة.


تقول الحاجة ام إبراهيم:" لا يمكنني وصف شعوري في هذا اليوم الذي تقر عيناي فيه بعد ما رأيت كل هذه الجموع التي ما زالت تحمل هم الأسرى في الداخل الفلسطيني على كاهلها وتجعل منه قضية عالمية تتذكرها وتتناقلها الأجيال".


وتتابع والدة الأسير:" لا مكان للحزن والأسى في داخلي الآن ، لاني اعرف أن إبراهيم ليس وحيدا في زنزانته ، ولاني أعي جيدا انه طاف العالم أجمع بقضيته وقضية إخوانه العادلة.


اشتقت إلى ولدي


وحول زيارته تقول الحاجة عائشة:" قمت بزيارته يوم الخميس الماضي ، وكان كما عهدته بصحة جيدة ومعنويات عالية جدا ، لا ترى على وجهه ملامح الاستكانة او الانكسار ، إنما كان مرفوع القامة عاليَ الجبين لأنه صاحب حق و قضية وطنية يعتز بها الجميع".


وتضيف بعد أن اغرورقت عيناها بالدموع :"ما صَعُبَ علي هو عدم ملامستي لابني الغالي، حيث أنه لا يمكنني مصافحته أو تقبيله أبدا، فسلطات السجون أحكمت الخناق عليهم أكثر فمنعتهم من لقاء ذويهم إلا من خلف شباك زجاجي عازل والحديث معهم إلا عبر سماعة خارجية توضع بين طرفي الزجاج".


وتحلم الحاجة ام إبراهيم كل صباح بملاقاة ابنها ، كما أن الأمل يحدوها في لقاء ابنها الغائب قريبا دون أن تحول بينهما سماعة الهاتف او النافذة الزجاجية.


الأسير ابراهيم
وكان الأسير الأمني إبراهيم بيادسة اعتقل في مارس/آذار من عام 1986 على خلفية خطف وقتل جندي إسرائيلي وتسليمه إلى سوريا من اجل مبادلته بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، وكان إبراهيم يومها العقل المدبر للعملية وأخذ على عاتقه إتمامها.


وتعتبر والدة الأسير إبراهيم بيادسة المعتقل حاليا في سجن شطة شمالي فلسطين 48، اُما لجميع الأسرى، حيث أصبحت معروفة لديهم ، كما أنهم يرقبون زيارتها الأسبوعية.
وتقول الحاجة عائشة إن ابنها الأسير يتوق إلى نكهة طعامها ، حيث ما زال يطلب منها في كل زيارة له أن تحضر معها مجموعة من المأكولات التي يشتهر بها الشعب الفلسطيني ، مثل "الخبيزة، السبانخ " ومأكولات اخرى كان عهدها إبراهيم من يد امه لتذكره بطعم الحرية ، لكن سرعان ما قتل السجان الإسرائيلي فرحة إبراهيم يوم أن منع إدخال أي نوع من هذه المأكولات البيتية.


وتناشد والدة الأسير المؤبد فصائل المقاومة عدم نسيان ابنها من صفقات تبادل الأسرى مع إسرائيل ، كما تناشدهم بمواصلة الضغط على المؤسسة الإسرائيلية من اجل الإفراج عن ابنها ومن معه.


ووجهت الحاجة عائشة نداءها إلى الجمعيات الحقوقية والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى لتكثيف جهودهم وفعالياتهم في فلسطين والعالم لحشد اكبر عدد ممكن من الداعمين لقضية الأسرى.